⓵ واحد: كيف تعرّف بنفسك؟ 🤔
كيف تعرّف بنفسك بدون أن تذكر من أين أنت أو ماذا تعمل؟ 🤷
مقدّمة: واحد ⓵
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي فكرة مستوحاة من هذه النشرة وهي كتابة مقالات لا تتجاوز مدّة قراءتها الدقيقة الواحدة فقط. يستطيع الشخص الطبيعي قراءة 250 كلمة في الدقيقة. فهذه النشرة ستكون دائمًا في حدود هذا الرقم. كل نشرة ستكون حول فكرة معيّنة في ذهني من فترة أو فكرة طارئة. قد تكون فكرة عامّة أو في مجال الأعمال أو التقنية أو غيرها. سيكون عنوان أي نشرة من هذه السلسلة بـ"⓵ واحد".
كيف تعرّف بنفسك؟ 🤔
كنت في أحد اللقاءات قبل أسبوع مع أشخاص من جنسيات مختلفة، من أوروبا وآسيا وأمريكا. أشخاص أول مرّة ألتقي بهم وأثار أحدهم تساؤلًا عن كيفية التعريف بالنفس بعيدًا عن القوالب النمطية المرتبطة بالجنسية أو المنطقة أو العمل أو غيرها. فبدلًا من أن تقول "أنا سعودي وأعمل في مجال المالية"، تعرّف بنفسك بطريقة مختلفة تمامًا. لأن هناك نمطيّة معيّنة لكل جنسيّة أو مجال عمل أو تخصص. في الحقيقة لم يستطع أحد من الحضور أن يخرج من هذا الإطار، بل حاول الجميع التعريف بأنفسهم بأشياء ترتبط بوظائفهم خصوصًا.
من وجهة نظري أننا لا نستطيع التملّص من جنسيتنا أو بيئتنا التي نشأنها بها، فهي جزئ لا يتجزّأ من شخصياتنا. فأنا فعلًا أمثّل الشخص السعودي المسلم، لأنّي تربّيت وتعلّمت في هذه البيئة. وأيضًا شخصيتي كمهندس برمجيات تعكس أبعاد في شخصيتي، فأنا شخص تحليلي أحب أمنطق الأمور وإن لم تكن منطقية. صحيح أن هذا ليس بالضرورة صحيح، فإن كان هناك شخص آخر لأن هناك عوامل أخرى تُشكّل الشخصية.
فلو فكّرنا قليلًا، هناك عدّة عوامل تُساهم في بناء الشخصية:
المنزل: برأيي أكبر عامل، فأنت تشبه أمّك وأباك. وتدرك ذلك عندما تنضج أكثر وتصبح في مكانهم. تلاحظ أنّك بشكل لا شعوري تتصرّف مثلهم. لأنهم زرعوا هذه القيم فيك منذ الطفولة وهما كل ما كنت تراه في 70٪ من وقتك في المنزل.
الأصدقاء: تأثيرهم كتأثير العائلة إن كنت تقضي معهم أوقات كثيرة، فأنت تشبه أقرب الأصدقاء لك لأنكم تتشاركون الهوايات والاهتمامات.
الحي: هنا البيئة الأكثر شمولًا، أعتقد أن هذا العامل تقلّص الآن وأصبح مكانه الإنترنت أو المحتوى الذي نقرأه بشكل يومي.
المدرسة: هنا أنت مجبر على أن تكون مع عدد من الأشخاص بشكل يومي لمدّة لا تقل عن 12 سنة. فمن الطبيعي أنك ستحتك بناس جُدد وأفكار جديدة وتواجه تحدّيات تتعلم منها وتُشكّل شخصيتك.
البيئة العامّة: قد يكون المسجد، أو قد يكون النادي الذي تذهب له كل يوم أو قد يكون ببساطة بيت عمّك الذي تذهب له بشكل دوري وتُخالط فيه أبناء عمومتك وأقاربك.
الإنترنت: أعتبر الإنترنت عامل لا يُستهان به في تشكيل الشخصية. كمّية الأفكار التي نقرأها أو نشاهدها تغيّر فينا الكثير. خصوصًا لو كان هناك موضوع معيّن تعمّقت فيه وأصبحت الخوارزميات تُظهر لك نفس الموضوع من زوايا مختلفة وتجعلك منغمس في هذه الفكرة.
وبس سلامتكم.
مهندس برمجيات، أحب أسوي منتجات تسهّل حياة الناس. الرئيس التنفيذي للتقنية في ثمانية.