⓵ واحد: التصنيف 🗂
هل أنت شخص اجتماعي أو انطوائي؟ هل تحب الشاي أو القهوة؟ ليش مهتم تصنّف نفسك كثير؟
مقدمة
دائمًا نحن - كبشر - نحبّ التصنيف لتسهيل عملية اتخاذ القرارات، أو ربما فقط لننمط ونلقي الأحكام. كتبتُ عنوان المقالة قبل أن أبدأ الكتابة هكذا: "هل أنا اجتماعي؟ إيش يعني اجتماعي وانطوائي؟" وبعد الانتهاء أدركت: لماذا أصلًا أصنّف نفسي كاجتماعي؟ ولماذا يجب أن أُصنّف من الأساس؟
تصنيف بشري؟
أعتقد أنّ طبيعتنا البشرية تدفعنا للانتماء إلى أي شيء؛ فنحن نحبّ أن نشجّع أندية لا تربطنا بها علاقة مباشرة ونبكي لأجلها، ونحبّ الانتماء لمنتجات شركة تُعجبنا، ونشعر أنّ من ينتقدها إنما ينتقدنا شخصيًّا. تبعًا لهذا، أرى أننا نحب تصنيف كل شيء ونضع أنفسنا تحت أحد هذه التصنيفات.
هنا التركيز يكون على "التصنيف البشري" (لم أجد اسمًا أفضل له). بمعنى: هل أنا انطوائي أم اجتماعي؟ هل أنا شخص ذكيٌّ لغويًّا أم رياضيٌّ منطقيًّا؟ هل أحب القهوة أم الشاي؟ هل أنا شخص تقني أم فنّي إبداعي؟
بعض هذه التصنيفات تفضيلات نمطية، وبعضها تفضيلات ذوقية. شخصيًّا، أرى أنها كلّها مناطق رمادية، فلا يوجد ما هو أبيض خالص أو أسود خالص. من الطبيعي أن يأخذ الشخص صفات من كل تصنيف ويكوّن شيئًا جديدًا؛ خاصة أن هذه التصنيفات ليس لها قواعد علمية حتمية مثل الفيزياء.
تصنيف عملي؟
من ناحية أخرى، أجد أن التصنيف يسهّل عليّ الكثير من أمور العمل ويجعلني أركّز أكثر. فمثلًا، أقسم مهامي دائمًا إلى أساسية وجانبية. وعند كتابة أجندة، أصنّف كل نقطة تحت مظلّة معينة. حتى المهام نفسها أقسمها إلى تقنية وغير تقنية؛ مما يساعدني على إدارة المسؤوليات وتوضيح الأولويات.
كذلك في العلوم الإدارية، نجد أن التصنيف يسهّل عليهم دراسة الأمور؛ فينشئون مجالات جديدة بتعاريف وضعية تسهّل على القارئ والمتعلّم فهمَها. على سبيل المثال، عندما نقول إن هناك "تسويق بالمحتوى" و"تسويق بالنمو". لكن في الوقت نفسه، قد تظهر مشكلةٌ أخرى من هذه التصنيفات، وهي عدم وجود قاعدة محددة أو معيار ثابت، مثلًا في المسميات الوظيفية. فقد تجد مسمّى "مدير منتج" في شركة يختلف تمامًا عن "مدير منتج" في شركة أخرى؛ ممّا يربك أصحاب العمل عند البحث عن مرشّحين مناسبين لشغل هذه الوظائف.
وبس
تحدّيت أيمن الحمادي في المكتب على كتابة نشرات باستمرار، كان التحدّي سالفة وعلى بالي إنها عدّت. لكن أيمن كتب نشرة وألزمني بالموضوع. فمن طرفي بألتزم بالتحدّي وبكتب بشكل مستمر. الهدف هنا:
تحسين جودة الكتابة: فالاستمرارية تمنحني فرصة لصقل مهاراتي.
مشاركة الأفكار: أحيانًا تراودني فكرة تحتاج إلى تفصيل، فأرى إن كتبتها ونشرتها، قد تفيد الآخرين.
الفضفضة: فممكن أزعجكم قليلًا.
أسباب أخرى: ممكن أكتشفها مع الوقت.
سؤال اليوم: هل تصنّف نفسك كثير؟ هل تحس إنه أسهل عليك كذا؟
ملحوظة على جنب: ما ودّي نلخبط بس الحكم والتصنيف. إلقاء الأحكام موضوع مختلف.
مهندس برمجيات، أحب أسوي منتجات تسهّل حياة الناس. الرئيس التنفيذي للتقنية في ثمانية.